إزالة الشعور بتصنيف المواطنة

حمود أبو طالب
يجب التأكيد على أن الأمة في أشد الحاجة لشعور متناغم بالمواطنة في كل جزء من أجزاء الوطن، وأنه لا يوجد تصنيف في درجات الولاء والانتماء للوطن، وبالتالي لا بد من إزالة كل ما يمكنه إثارة الشعور بالتمييز
إزالة الشعور بتصنيف المواطنة
حينما بدأ مشروع تطوير القضاء كان من ضمن الحديث عن مشاكله النقص الكبير في عدد القضاة مقابل ارتفاع متزايد لمختلف أنواع القضايا، حينذاك عزا البعض هذه المشكلة إلى كون اختيار القضاة محصورا في منطقة جغرافية محددة لا يتم الاختيار من خارجها إلا في أضيق الظروف. وكانت وزارة العدل قد ردت آنذاك بنفي هذه الفرضية جملة وتفصيلا، مؤكدة أن المواطنين متساوون في هذا الخصوص، رغم أن هناك من يرى أن ما قيل حقيقة بالفعل، وقد توقف الحديث عن هذه المشكلة عند نفي الوزارة وتوقف الكتاب وأصحاب الرأي عن الحديث.
ما ذكرني بهذه القضية حديث قصير لمعالي الشيخ عبدالمحسن العبيكان في صحيفة الحياة بداية الأسبوع الماضي، فقد قال في معرض حديثه عن استمرار نقص عدد القضاة، هو اقتصار اختيارهم سابقا على منطقة واحدة، الأمر الذي يشير إلى أن نفي الوزارة لم يكن موضوعيا، والشيخ العبيكان في منصب مرموق وشخص متزن في آرائه وصريح أيضا، ولذلك لا يمكن أن يقول ما قاله إذا لم يكن صحيحا تماما. والحقيقة أن إثارة هذا الموضوع لا تهدف إلى فتح هذه القضية بذاتها، وإنما للتذكير بأن كثيرا من الوظائف والمناصب لا زالت محتكرة على جهات معينة، وهنا لا بد أن نسأل من الذي لا زال يكرس هذا التوجه رغم أن الدولة تؤكد وتعمل على تساوي المواطنين في كل الحقوق كما هم متساوون في الواجبات.
ونحن نؤكد أننا في هذا الوقت بالذات في أشد الحاجة لشعور متناغم بالمواطنة في كل جزء من أجزاء الوطن، وأنه لا يوجد تصنيف في درجات الولاء والانتماء للوطن، وبالتالي لا بد من إزالة كل ما يمكنه إثارة الشعور بالتمييز لدى بعض المواطنين على حساب الآخرين، ولا بد من تكريس الشعور بالمساواة حقيقة.
(*) نقلاً عن صحيفة عكاظ السعودية